شيخة الماجد.. مخترعة «القلم الإلكتروني» للمكفوفين

يقال كثيرا إن «الحاجة أم الاختراع»، وهذا بالفعل ما انطبق على مخترعة «القلم الإلكتروني» للمكفوفين شيخة أنور الماجد، ولكن الاختلاف أن شيخة لم تكن تحتاج إلى هذا الاختراع، بل الذي كان يحتاج إليه هو ابن عمها الكفيف، حيث تأثرت كثيرا بمعاناته أثناء دراسته، وكيف كان يتعب من أجل أن يكتب، حيث كانت الطريقة التقليدية تتعبه كثيرا، وسببت له الرجفة والتهاب الأوتار، وهذا كله بسبب المسمار القديم الذي كان بحاجة للضغط على كافة أصابعه للكتابة بواسطته، فكان ابن عمها مصدرا لاختراعها قلما عاديا، يشعر من خلاله بأنه لا فرق بينه وبين الإنسان الطبيعي.. «الكويتية» التقت مخترعة «القلم الإلكتروني» للمكفوفين شيخة الماجد، ومعها بدأ الحوار التالي:

عرفينا عن نفسك؟
اسمي شيخة أنور الماجد.. عمري 28 سنة.. أعمل مساعد مهندس كمبيوتر بوزارة العدل.العلم يتحدى الإعاقات

من أين جاءتك فكرة الاختراع؟
في البداية أنا ابتكرته منذ عام 2003، وكما يقولون «الحاجة أمّ الاختراع».. فكان ابن عمي أحد المكفوفين، وكنت أشاهد معاناته، وأتألم من أجله وأنا في سن العاشرة، وبعد مرور سنوات قامت الشيخة فادية بعمل مسابقات في النادي العلمي للطلبة، وتم ترشيحي لدخول هذه المسابقة، وكانت تحت عنوان «العلم يتحدى الإعاقات»، وبما أن ابن عمي من المكفوفين ورأيت معاناته بعيني، وكيف كره الدراسة؟ وحجم المجهود والألم الذي يبذله من أجل أن يكتب؟ وكيف كانت الطريقة التقليدية تتعبه كثيرا، وسببت له الرجفة والتهاب الأوتار؟ وهذا كله بسبب المسمار القديم الذي كان بحاجة للضغط بكافة أصابعه للكتابة بواسطته، وكانت الفكرة أنني أريد مساعدته، وأريد أن يكون المسمار على شكل القلم العادي، فهذا سوف يساعده من الناحية النفسية، وسيشعر بأنه لا فرق بينه وبين الإنسان الطبيعي، وشكله وحجمه مناسبان وسهل الاستخدام، بمجرد أن يمسكه بالطريقة العادية ويضغط من الإبهام سوف تخرم الورقة بسبب وجود «السبرنغ» الذي يقوي نسبة الضغط، وهذا سيسهل عليهم كثيرا.براءة اختراع

كيف حولت هذه الفكرة إلى ضجة في عالم الاختراعات؟
أخذت على هذه الفكرة براءة اختراع عام 2008، وفي 2010 افتتح مركز صباح الأحمد، وتبنى العديد من المشاريع والاختراعات التي حصل أصحابها على براءة اختراع، وفي المركز يمر الاختراع بمراحل، لكن بما أن مشروعي أخذ براءة اختراع فقد دخل فورا إلى مرحلة التطوير، وصار من الواجب عمل «بروتوتايب»، وتم عمل البروتوتايب في هولندا، وتم تجريبه على المكفوفين هناك، بعدها دخل في مرحلة إعادة جدوى، والآن هو في مرحلة التصنيع، وكانت ردة فعل المكفوفين في هولندا لا توصف، فلم يكونوا يتوقعون أن هذه الطريقة ستكون أسهل من الطريقة التقليدية.

حدثيني عن تصميمه وكيف يستطيع المكفوفون استخدامه؟
طبعا الجميع يعرف طريقة العالم برايل، لكن الطريقة أسهل وأفضل، والتصميم عبارة عن دفتر ملاحظات يسهل على المكفوفين حمله في أي مكان يحتوي على لوحة الأحرف، والقلم للكتابة، وهذا الدفتر يسهل على المكفوفين كتابة مواعيدهم والأشياء التي عليهم عملها في كل مكان وأي وقت، بمجرد أن يأخذ الورقة ويثبتها ويبدأ باستخدام القلم، ومع أنه اختراع بسيط لكنه يساعد المكفوفين كثيرا.

مبادرات الشباب

كيف عرضت عليهم فكرة الاختراع؟
في مسابقة الشيخة فادية «العلم يتحدى الإعاقة»، كانت عام 2003، وصنعت القلم بيديّ في النادي العلمي مع م.خالد الحسن، وكان هو المشرف على المسابقة، كان يساعدني بالورشة لصناعة القلم.

كيف انضممت إلى «إكسبو ميلانو» 2015؟
شاركت في إكسبو ميلانو عن طريق ترشيحي من مركز صباح الأحمد، وكنت أمثل مركز صباح الأحمد عن طريق وزارة الشباب، وبتنسيق من وزارة الإعلام، وكانوا يريدون أن يبينوا مبادرات الشباب، وكنت هناك لهذا السبب.

كيف كانت تجربتك في هذا المعرض؟ 
كانت جميلة جدا.. لم أتوقع ردود الفعل هذه، فقد شاركت في معارض عديدة من قبل داخل الكويت وخارجها، ولكن مثل ردة الفعل هذه لم أر، الكويت كلها عرفتني، لدرجة أنه كان هناك أشخاص في ميلان أتوا إلى المعرض فقط ليروا من هي شيخة الماجد، وما هو اختراع شيخة الماجد؟

هل أعجبك الإقبال على المعرض؟
نعم، ولله الحمد كان الإقبال رائعا وغير متوقع.

هل واجهت أي انتقادات؟
لا، لم أواجه أي انتقاد حتى الآن.

الدعم الكافي

هل تعتقدين أنك أخذت الدعم الكافي؟
الإنسان دائما يطمح للمزيد، وأنا لله الحمد لم أكن أتوقع أن اختراعي سيصل إلى هذه المرتبة، فالحمد لله على الشيء الذي أنا فيه، ولست مصدقة حتى الآن ما أنا عليه، لأنني منذ 2003 أخذت براءة الاختراع، وبعدها أصبحت هناك فترة فتور، والحمد لله كنت صغيرة ولا أعلم ما هي الخطوة القادمة، ولكن عند انضمامي لمركز صباح الأحمد ازددت وعيا، وبدأت أتعلم وعرفت كل خطوة علي القيام بها، وتمت مفاجأتي في «البروتوتايب» على الهواء مباشرة، أن هذا هو اختراعك، فكان شيئا غريبا وشعورا لا يوصف ولا يصدق.

ما ردك على بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، الذين قالوا إن «شيخة الماجد لم تتلق الدعم الكافي، ولم يسلط عليها الضوء لأنها ليست فاشينيستا»؟
لا أقبل أن يقول أحد إنني لم أتلق الدعم الكافي، كان هناك دعم كويتي، وأي شخص لديه فكرة يذهب لمركز صباح الأحمد سيأخذ كل الدعم من المركز، ومن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، التي تأخذ دعمها من سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ولكن لم يسلط علي الضوء هذا صحيح، ويرجع هذا إلى الاهتمام بالمادة التي تجذب الناس أكثر ومعروفة أكثر، وحتى الآن مركز صباح الأحمد لم يعرف، والآن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا أكبر من الإعلام، في السابق لم يكن لدينا وسائل تواصل اجتماعي، وهذا هو سبب عدم تسليط الضوء عليّ بجانب دعم مركز صباح الأحمد، كان يكفيني دعم أهلي ودعوة الناس لي بالخير، وكان أكبر دعم بالنسبة إلي عندما رأيت تعليقات الناس بأني مثلت الكويت بصورة جميلة، فأنا عندما فكرت في الاختراع لم أفكر بالشهرة، كان تفكيري إنسانيا فقط لا غير، لم أكن أعلم بأني سأصل إلى ما أنا عليه الآن.

ماذا تقولين لكل مبدع أوقفه الخجل والخوف من ردة فعل الناس؟
لا يوجد شيء يسمى التوقف، ولو كان هناك ما يسمى بالتوقف لكنت توقفت منذ 12 سنة، فقد كان مشواري طويلا جدا، ولكن الآن من لديه فكرة، فقط فكرة، يذهب لمركز صباح الأحمد وسوف يستغرق وقتا قصيرا جدا بالنسبة لي، وسوف يأخذ براءة اختراع، وخلال فترة بسيطة يحولها إلى «بروتوتايب»، فإذا خجلت فسوف تضيع فكرتك، وإذا يئست فلن تصل، فكلنا ولدنا ولم نكن نعلم شيئا ولولا سقوطنا لما تعلمنا الوقوف، ولولا أخطاؤنا لما تعلمنا الصحيح.

هل وجدت في مركز صباح الأحمد مواهب تستحق أن يسلط الضوء عليها؟
نعم يوجد الكثير، وهناك من لديه من 8 إلى 9 براءات اختراع، وهناك من تباع اختراعاتهم في الأسواق حاليا.

كلمة أخيرة..
لا يوجد ما يسمى باليأس، وكل من دعمني وتكلم عني بالخير وساندني كان أكبر تشجيع.. أشكرهم جميعا من القلب.

جريدة أجيال